24 نوفمبر 2024 | 22 جمادى الأولى 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

مسؤول في الوقف الأوروبي: نشاطنا وقفي استثماري ومن أولوياتنا دعم برامج تعليم المسلمين

21 أكتوبر 2012

**مؤسسة الوقف الأوروبي تنطلق من مدرسة الوسطية الإسلامية ولا تتدخل في أي صراعات حزبية أو سياسية

** الوجود الإسلامي صار حقيقة لدى الحكومات الأوروبية والأخيرة تشجع إقامة المؤسسات للتواصل

** نتعاون مع وزارة الأوقاف الكويتية بشكل وثيق ونعمل دائما على إيجاد أرضية مشتركة

** المجال مفتوح في أوروبا للعمل الإسلامي المنظم والمؤسسي

العمل الوقفي من الأعمال الجليلة والنافعة التي تتجه إليها أنظار المسلمين في وقت الحاجة لدعم برامجهم التعليمية والصحية والخدمية، ولقد أدرك المسلمون في أوروبا أهمية المشاريع الوقفية، فأسس نخبة من العلماء مؤسسة الوقف الأوروبي قبل 10 سنوات لدعم المشاريع التعليمية والدعوية.

ومن هنا تأتي أهمية حديث مسؤول العلاقات الخارجية في مؤسسة الوقف الأوروبي صالح بوعبدالله لموقع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتية عن دوافع انشاء المؤسسة ومشاريعها وبرامجها والتحديات التي تواجهها، ومدى التعاطي معها، وفيما يلي نص اللقاء:

** لماذا لجأتم إلى إنشاء مؤسسات وقفية في أوروبا أوروبا؟

*بعد أن أمضى الوجود الإسلامي في أوروبا فترة من الزمن، برزت الحاجة إلى ضرورة إنشاء وقف إسلامي لتغطية احتياجات المؤسسات الدعوية وتلبية متطلبات المسلمين من مدارس قرآنية ومدارس تعليمية ومشاريع صحية، وتدبير الاحتياجات المالية للمعهد الأوروبي والمجلس الأوروبي للإفتاء.

ومن هنا بدأت فكرة تأسيس مؤسسات وقفية سعيا إلى استقلال المؤسسات الإسلامية التي كانت تعتمد على مساعدات العالم الإسلامي بحيث يكون لها مورد مستقل، وبالفعل قامت مجموعة من المسلمين المخلصين بتأسيس مؤسسة وقفية لتوفير الدعم المستمر واللازم لمؤسساتنا الإسلامية ونشاطنا الإسلامي في أوروبا.

**إلى أي مدى تعبر مؤسسة الوقف الأوروبي عن كل المسلمين؟

* نحب أن نؤكد في هذا الصدد أن مؤسسة الوقف الأوروبي مؤسسة مستقلة أسست في بريطانيا من شخصيات معروفة في الساحة الإسلامية، وهي تدعم أي مشروع يصب في صالح المسلمين ويساعدهم على الاندماج الإيجابي في أوروبا، لاسيما أن وجودنا في الغرب ليس طارئ، وقد جاءت جهود نخبة من العلماء الأفاضل لإقامة هذه المؤسسة لدعم المناشط الإسلامية المختلفة.

**ما أبرز المشاريع التي ترعاها مؤسسة الوقف الأوروبي، وهل نشاط هذه المؤسسة يغطي كل أوروبا؟

* جل مشاريع مؤسسة الوقف الأوروبي عقارية، وتتمركز في بريطانيا، ولها بعض الممتلكات خارجها، غير أن نشاطها يشمل جميع أنحاء أوروبا، ولها فروع في فرنسا وهولندا وبلجيكا، وألمانيا، في ظل سعى الوقف الأوروبي إلى دعم جميع المؤسسات الإسلامية.

** وماذا عن الأولويات و البرامج التي تدعمها مؤسسة الوقف؟

* دورنا وقفي استثماري، و من أولويات الوقف تقديم الخدمات التعليمية والتأهيلية، لإيماننا أن العلم يمثل الأداة المهمة والرئيسة لحماية شباب المسلمين في أوروبا، واكبر مشاكلنا تتمثل في التراجع العلمي والمعرفي للمسلمين، ومن هنا فتوجهنا الأول التعليم، ومن فروعه التعليم الشرعي لإعداد الأئمة والدعاة وفق برامج ومناهج تتناسب مع الثقافة الأوروبية.

وأقول ذلك لأننا عشنا تجربة قديمة جلبت علينا العديد من السلبيات حيث كنا نأتي بأئمة من خارج أوروبا فيأتون بثقافة وموروث مختلفين عن المحيط الأوروبي، فيحدث نوع من الصدام، ويدخل المسلمون في صراع كنا في غنى عنه، لأنه لو كان الأئمة يعرفون الثقافة الأوروبية لجنبونا كثيرا من التعب والعنت، هذا بالإضافة إلى حماية المجتمع المسلم عبر توفير أنشطة متعددة لتنمية وعيه الإسلامي، والاهتمام بمراكز الدعاة وتغطية احتياجاتها وتوفير موارد مالية مستقلة لجميع مناشطها.

** ما مدى تقبل المجتمع الأوروبي لفكرة الوقف؟

** الفكرة مقبول جدا وتجد رواجا واسعا، وليس هناك من يعارضها، بل هناك من يدعمها منذ نشأتها قبل 10 سنوات، لكن الإسهامات في المشروع مازالت ضعيفة، ومازلنا نتلقى المساعدات من المحسنين العرب والمسلمين، ومع ضعف الإسهامات لاننكر أن المشروع يتطور يوما بعد يوم، وهناك تفاعل من الجالية المسلمة في أوروبا، والإشكالية التي نعاني تداعياتها أن التجار المسلمين موجودون معنا بأجسادهم غير أن عقولهم في بلدانهم ومع أبناء عمومتهم وقبيلتهم، حيث يخرجون الزكوات والصدقات لبلدانهم، وقد لا يفكرون في محيطهم الأوروبي، وهذا يحتاج إلى توعية مستمرة.

**ما أهم ملامح خطاب مؤسسة الوقف؟

**مؤسسة الوقف الأوروبي تنطلق من مدرسة الوسطية الإسلامية، ونسعى إلى أن تشعر الجاليات المسلمة المهاجرة من تركيا وباكستان وغيرها إلى التفاعل مع المؤسسة والانتماء إليها، ومن جانبنا نحرص على أن تكون المؤسسة معبرة عن الجميع ومظلة لكل المسلمين، والمستقر لدينا أن مؤسسة الوقف لا تتدخل في أي صراعات حزبية أو سياسية، المهم تعزيز سبل التعايش في إطار مدرسة الاعتدال والوسطية.

**وماذا عن مصادركم لتحصيل الموارد المالية؟

** الموارد المالية نتاج ريع العقارات في بريطانيا، ونسعى لتوسيعها وهي تقدر بـ 4 ملايين ونصف المليون جنيه إسترليني، وهذا ليس رقما كبيرا، لكن هناك إصرار على تطوير المشروع لدعم مستقبل العمل الخيري والإسلامي في أوروبا، وهذا غرس نأمل أن ينمو ويترعرع.

**هل مؤسسة الوقف الأوروبي الوحيدة في الساحة الأوروبية؟

**هناك مؤسسات وقفية محلية عديدة داعمة لأنشطة المراكز الإسلامية، لأن وجود مورد مالي مستقر مهم جدا لدعم أنشطة المركز الإسلامي، وهناك تنسيق بين مؤسسة الوقف الأوروبي وبعض المؤسسات الوقفية الأخرى، ومشروع الوقف من المشاريع النامية والواعدة ونأمل أن يصبح مؤسسة كبرى في المستقبل.

** قبل 10 سنوات فقط أنشئت هذه المؤسسة كما أوضحت..لماذا تأخر المشروع كل هذا الوقت؟

** نحن نتحرك كأفراد وليس كدول، ونتحرك وفق احتياجات المسلمين في أوروبا الغربية ( ألمانيا والنمسا واسبانيا وبريطانيا والدول الاسكندينافية) حيث نجد أنفسنا في دوامة من القضايا اليومية المستحدثة، ومن هنا فالوجود الإسلامي يحتاج إلى وقت وصبر لتثبيته بعد أن تواجد بشكل عفوي واستثنائي، خاصة أن الوجود الإسلامي لم يكن مستوعبا للثقافة الأوروبية، ولم يتدرب على العيش كأقلية، ومن ثم لابد من تطوير الذهنية المسلمة والأدبيات التي تحملها، ففي السابق كان كل هم المسلم أن يفكر في الصلوات فقط وبعد 5 سنوات سيعود إلى بلده، والآن أصبح مستقرا وحاجته إلى مؤسسات لخدمته تنامت وأصبحت أكثر إلحاحا، وهناك مشكلة أخرى وتكمن في أن معظم أبناء الجالسة المسلمة غير متعلمين، لأن أغلبهم من العمال البسطاء الذين يعملون في مهن متواضعة، وهناك مجموعة من المثقفين الذين التحموا مع نظرائهم الأوربيين بهدف التعايش وتعزيز وجودهم كجزء من المجتمع الأوروبي.

** في تقديركم ما أبرز التحديات التي تواجه مؤسسة الوقف؟

**التحدي الأول هو المسالة المالية، والتحدي الثاني توفير المورد التنموي في أوروبا وهذا يحتاج إلى مراحل زمنية، حيث نسعى إلى أن يغطي الوقف حوائج المسلمين، وأول الغيث قطرة وان شاء الله سيأتي الغيث الذي يعم ويلبي تطلعات المسلمين.

**وماذا عن موقف الآخر الأوروبي من أنشطتكم الوقفية؟

**الوجود الإسلامي صار حقيقة لدى الدول والحكومات الأوروبية، والأخيرة تشجع إقامة المؤسسات للتواصل وتعزيز الانفتاح على المجتمع.

**ما أوجه التعاون بين مؤسسة الوقف والمؤسسات الإسلامية الكويتية؟

**نتعاون مع وزارة الأوقاف الكويتية بشكل وثيق ونعمل دائما على إيجاد أرضية من العمل المشترك.

**كيف تنظرون إلى العمل الخيري الكويتي؟

العمل الخيري الكويتي واعد ونأمل أن يستمر في تطوره واتساع برامجه، والشعب الكويتي معطاء ويظهر ذلك جليا في مشاريع الكويت المختلفة في جميع أنحاء العالم، وأدعو المحسنين أن يلتفتوا إلى إخوانهم في أوروبا لأن وجودنا يحتاج إلى دعم وإسناد وتعاون ونصح.

**وفي المقابل كيف تنظر إلى العمل الخيري الغربي؟

** العمل الخيري الأوروبي متطور جدا وتجربته قديمة، والاحترافية في العمل قطعت شوطا كبيرا، والمواطن الغربي متفاعل، ومؤسسات العمل الخيري مواردها بالملايين.

**يفهم من حديثك أن الوجود الإسلامي في أوروبا يتجه نحو المؤسسية..والعمل المنظم أليس كذلك؟

**الوجود الإسلامي في أوروبا كبير، والمستوى الديموجرافيا يتوسع بسرعة، وقد انتقل من العفوي إلى المنظم، وأوروبا في حالة تشكل، ونأمل أن يكون للمسلمين دور في استقرار أوروبا، والمجال مفتوح للعمل الإسلامي المنظم والمؤسسي، ونسعى للحوار مع المجتمع الأوروبي، هذا في الوقت الذي تحتاج فيه مفاهيمنا الإسلامية إلى مراجعة، بالإضافة إلى غياب الرؤية الواضحة لدى بعض المؤسسات الإسلامية، وتنقصنا الأدوات المعرفية، ولان أوربا مجتمع مثقف ومتعلم، فيجب أن نرتقي إلى هذا المستوى ثقافيا وتعليميا.

وفقنا الله لصالح القول والعمل، وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل للمسؤول في الوقف الأوروبي ، لما تفضل به علينا من علمه الوفير راجين المولى تبارك وتعالى له دوام الصحة والعافية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت